أكد نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن العراق حذر إسرائيل بأنه سيرد على أي انتهاك لمجاله الجوي إذا نفذت الدولة العبرية تهديداتها بضرب إيران.
وقال الشهرستاني، في أول تحذير علني من نوعه لمسؤول عراقي، خلال المقابلة الحصرية في مكتبه في المدينة الخضراء المحصنة وسط بغداد "حذرنا إسرائيل من أنها إذا انتهكت مجالنا الجوي فإنها ستتحمل العواقب".ة
وأضاف أنه جرى بحث هذه المسألة على مستوى مجلس الأمن الوطني، مشيرا إلى أن العراق وجه تحذيراته إلى إسرائيل عبر "دول تقيم علاقات معها".
وردا على سؤال حول طبيعة الرد العراقي إذا نفذت إسرائيل تهديداتها بضرب إيران بسبب برنامجها النووي، عبر العراق "من الواضح أن العراق لن يكشف عن ردة فعله لكي لا يسمح لإسرائيل بأن تاخذ ذلك في الاعتبار".
وكانت إسرائيل قد حذرت مرارا بأنها قد توجه ضربة إلى إيران، التي تقيم علاقات متينة مع العراق، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
"ضرب سوريا"
وكان رئيس الأركان الاسرائيلي الجنرال بني غانتز قد أكد في منتصف أبريل/نيسان الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي يملك القدرات على التحرك بمفرده ضد البرنامج النووي الإيراني.
ورد عليه القائد الأعلى للجيش الإيراني الجنرال آية الله صالحي بالقول إن الجيش النظامي الإيراني "قادر بمفرده" على تدمير إسرائيل.
وشدد الشهرستاني على أن العراق، الذي يدعو إلى حل سياسي للأزمة السورية، لن يسمح باستخدام مجاله الجوي أيضا لضرب سوريا التي يشترك معها في حدود بطول نحو 600 كلم.
وقال إن بلاده في الوقت ذاته "لا تسمح باستخدام مجالها الجوي، أو أراضيها، لنقل السلاح إلى سوريا، وقد حذرنا الإيرانيين من ذلك، كما طلبنا من الأميركيين عدم استخدام مجالنا الجوي وأراضينا".
وأعلن أن الولايات المتحدة "أكدت لنا أنها لن تسمح أبدا بانتهاك المجال الجوي للعراق، أو سيادة العراق، لضرب أي من جيراننا".
وتخضع إيران لعقوبات دولية اقتصادية وعسكرية خصوصا، بسبب برنامجها النووي، فرضتها عليها الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوربي.
ويملك العراق رغم ذلك علاقات اقتصادية متينة مع جارته التي خاض معها حربا طويلة بين عامي 1980 و1988.
وفي هذا السياق، قال الشهرستاني إن بلاده تلتزم بشكل خاص بعقوبات الأمم المتحدة، مضيفا أن "للعراق مصالحه الخاصة".
وأشار إلى أهمية الغاز الإيراني بالنسبة إلى محطات الكهرباء العراقية، موضحا أنه "لا يمكن لنا أن نضخ الغاز في محطاتنا الجديدة، التي يجري بناؤها وستكون جاهزة للعمل قبل نهاية العام، دون الحصول على الغاز من إيران".
وتوقع الشهرستاني من الولايات المتحدة، كحليف، أن تتفهم حاجة الشعب العراقي إلى محطات الطاقة. وقال "إذا كان بمقدور أحد الأطراف الصديقة أن يؤمن الغاز من مصدر آخر، فسنكون سعداء في تفحص هذا الخيار".
وأشار الشهرستاني إلى أن العراق أجرى هذا العام محادثات مع إيران وسوريا حول بناء خط أنابيب للغاز من إيران يمر عبر البلدين الجارين، إلا أنه لم يحدد موعد لذلك، أو تخصص مبالغ له.
كما ذكر أنه يجري حاليا بناء خط أنابيب من إيران إلى العراق بهدف ضخ الغاز في محطات الطاقة في بغداد ووسط العراق.